‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 22 ديسمبر 2016

تجنب هذه العقبات التي تعرقل نجاحك

1:01 م
كلنا نعلم أن النجاح يتطلب الكثير من العمل الجاد والمثابرة. ولكن هناك عاملان آخران للنجاح عادة ما يتغاضى الناس عنهما: القوة العقلية والعاطفية.
وكما هو الشأن بالنسبة لكل الصفات الإيجابية، فإنه ليس من السهل أن تتجسد هذه الصفات في شخصية الإنسان، حيث يكتسبها البعض بسهولة مقارنة ببقية الأشخاص.
وفي المقابل، يقدر الجميع على تطوير هذه الميزات الشخصية إذا حاول ذلك.
بالنسبة للعوامل التي من شأنها أن تساعدك على تطوير قوتك العقلية، لا بدّ أن تمعن النظر في تفاصيل حياتك وعملك اليومي، حتى تكتشف ما الذي ينبغي عليك أن تعمل على تطويره وتحسينه في شخصيتك وحياتك، وفي نفس الوقت سيمكنك ذلك من التخلي عن الأشياء السلبية والمدمرة لكيانك وحياتك.
وفيما يلي أبرز تسع عقبات يضعها الناس في طريق نجاحهم وتقدمهم.
إنه لمن الضروري جداً أن تتخلص منها تماماً إذا كنت ترغب فعلياً في أن تمضي قُدماً في درب النجاح والتألق.

1- الحسد


يوصف الحسد في بعض الأحيان، بفن تتبع النعم التي يمتلكها الآخرون بدل التركيز على التي يمتلكها ذلك الشخص في حياته. ويعتبر الحسد العدو اللدود للنجاح، حيث يعمل على تدميره والإطاحة به كلياً.
إن سرّ النجاح يكمن في قدرتك على التركيز فيما تتمتع به وتملكه بدل مراقبة إنجازات ونعم من حولك، وبمجرد اقتناعك بما تملك ستصبح أسعد، وبالتالي ستتمكن من تحقيق المزيد من النجاحات.
إن الحسد ليس إلا مجرد وهم في نفوس تغبط الآخرين على ما يملكونه، حيث يقفون عاجزين عن فهم أن ثروة شخص آخر لن تنقص منهم شيئاً ولن تحرمهم من شيء.

2- السعي للكمال


يعد السعي للكمال من أبشع أنواع الإساءة النفسية لذاتك. إن السعي للكمال والتفوق ليس مجرد اجتهاد منك لبلوغ أعلى المراتب، بل هو السماح لنفسك، بأن تكون محكومة بصوت قاس نابع من أعماق تفكيرك، يردد دائماً بأنك لن تصبح أبداً جيداً بما فيه الكفاية.
إن السعي للكمال لا يعيق فقط نجاحنا بل قد يؤدي بنا للشعور بالقلق الدائم والاكتئاب والشعور بالعجز حتى أمام أفضل إنجازاتنا.

3- المقارنة


إن الناس الناجحين في حياتهم لا يقارنون حياتهم أو شخصياتهم بالآخرين من حولهم، حيث إنهم مدركون أن ذلك يعتبر مضيعة لقوتهم وطاقتهم. ويمكن تفسير ذلك من خلال فهم المنظور الذي يتناولون من خلاله المواضيع الحساسة في الحياة، حيث أنهم قد لاحظوا فعلياً من خلال تجاربهم، ألا أحد في الحياة يشبههم.
كما أن المقارنة الوحيدة الممكنة، والتي قد تصنع الفارق في حياتك، هي مقارنة إنجازاتك بنقطة البداية في مشوار حياتك، ثم مقارنتها بما ترنو إلى تحقيقه فعلياً في حياتك.

4- إلقاء اللوم على من حولنا


إن حياتنا ونجاحاتنا وإنجازاتنا هي ما نحققه بأنفسنا وهي ما تكون عليه ذواتنا، لذلك من السخيف جداً أن نلوم الآخرين من حولنا عندما نفشل في تحقيق أحد أهدافنا أو عندما نصاب بالإحباط لعجزنا عن تحقيق مأربنا.
في مثل هذه الحالة، من الأفضل أن نضع كل وقتنا وجهدنا في إصلاح المشكلة الأساسية بدل تحميل الآخرين مسؤولية فشلنا.
إن إلقاء اللوم على من حولنا يعد مجرد وسيلة لتبرير فشلنا وأخطائنا.

5- التشكيك في قدراتنا


عندما تختلط عليك الأمور ويساورك الشك حول نهاية طريقك، وإلى أي مدى يمكنك الوصول، فقط خذ وقتاً مستقطعاً وتأمل لأي مدى وصلت إلى حد الآن. 
تمعّن في كل العراقيل التي واجهتها، وافتخر بكل معركة خضتها وفزت فيها، ولا تنس كل لحظة ضعف وخوف مرت عليك ونجحت في تخطّيها.
علاوة على كل ذلك، لا تترك مجالاً للشكوك أن تحبطك وتضعف من عزيمتك، بل حاول بكل طاقتك أن تتحرر من الشك بقدراتك، لأنه لن يسمح لك بالتقدم، بل سيكون كالمرساة التي تثبتك في مكانك ولا تسمح لك بالمضي قدماً.

6- الخوف


إذا كنت من الأشخاص الذين يخافون من الفشل، فحتما أنت شخص يهاب القيام بأي خطوة للأمام.
إن الخوف هو انعكاس لصوت عقلك الباطني ليحذرك من أن هناك شيئاً صعباً جداً أمامك يجدر بك مواجهته وتخطيه.
ومن هذا المنطلق، يجب أن تحذر من السماح للخوف بالوقوف في طريق نجاحك.
إن المخاطر والتحديات أمر واقع لا مفر منه. وفي المقابل، يُعتبر الخوف اختياراً شخصياً، فلا بد أن تحاول تجاوز مخاوفك، وستتمكن من التطور بشكل أفضل، وستتقدم كشخص أكثر قوة وحكمة وذكاء في طريق نجاحاتك.

7- تشتت الانتباه


إن من بين المخاطر التي قد تقف عقبة أمام تحقيقك لأحلامك، هو تشتت انتباهك عن الطريق الذي وضعته نصب عينيك، حيث تقف بعض الأمور مترصدة حركاتك، وقد تحيد عن الطريق ليتملكك الخوف بالكامل، ويبعدك تماماً عن أهدافك وطموحاتك.
إذا كنت حقاً تريد نيل أعلى المراتب، وتحقيق نجاحات باهرة، لا بد أن تقوم بتجويع أي مصدر إلهاء في طريقك، وتغذي تركيزك وانتباهك على أفضل الطرق التي ستيسر نجاحك.
تعلّم أن تعوّض لحظات الرضا الآنية، بالإحساس بالرضا العميق الناتج عن العمل الدؤوب والحرص على إنجاز الأمور في وقتها.
لا تسمح لضوضاء العالم من حولك أن تطغى على صوت نجاحك الشخصي وتمنعك من سماعه والشعور بالسعادة والفخر به.

8- اختيار الجانب الآمن


إن أغلب الناس عادة ما يتأسفون على الأشياء التي لم يقوموا بها عندما سنحت لهم الفرصة ولا يبدون أي ندم على ما قاموا به أو مروا به من تجارب.
إن شعورك بالقلق حول شيء قد فعلته قد لا يدوم. وفي المقابل، فإن شعورك بالندم على شيء لم تقم به وتمنيت فعله، قد يخلّف أضراراً دائمة في نفسك.
إن الحياة قصيرة جداً ولا تحتمل أن تستيقظ كل صباح وأنت مثقل بالندم على أشياء لم تقم بها. فإذا كنت تريد أن تنجح، اقتنص كل فرصة أمامك وكن جريئاً وتحدَّ نفسك.

9- المماطلة


يعد التسويف من أبرز أساليب التدمير الذاتي.
إن كل يوم تقضيه في المماطلة، يُعد يوماً ضائعاً من حياتك تقضيه في حالة من القلق والتفكير حول ما يجب إنجازه، وينتهي بك الأمر كما يقول المثل "تأجلَ ما كان ينبغي فعله قبل يوم أمس، ليوم بعد غد".
حارب بكل قوتك لتنفي التسويف والمماطلة من حياتك، والتزم بإنجاز الأمور في وقتها، وذلك سيكون أول خطوة لك في طريق النجاح.
ما هو السبب من بين الأسباب التي ذكرناها، يقف عقبة أمام تقدمك؟
حاول أن تخصص وقتاً للتعرف على القيود التي تكبلك، ثم ركّز على تحرير نفسك من الأشياء التي تمنعك من النظر إلى الأفق البعيد وطموحات أكبر.

الشرق الأوسط الجديد

12:53 م
بقلم جان صالح:

لو كُتب للبريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو فرصة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، لما فعلا ذلك. فالشرق نفسه دخل في هذه المهمّة، عبر الصراعات التي قوّت قوى التطرف والإرهاب، فظهر داعش ليحطم الحدود المُصطنعة بين العراق وسورية، ويتمدد نحو ليبيا واليمن ومصر، وإعلان "دولة الخلافة الإسلامية"!

هذا الشرق الجديد بات بيئة مُنقسمة، وأصبح ناضجاً بما فيه من الكفاية أن ينقسم لدول جديدة! فسايكس بيكو لم يُنفّذ تماماً، حسب السفير الأميركي السابق ألبرتو فرنانديز، نائب رئيس مركز الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية (ميمري):

"سايكس بيكو لم يُنفذ أبداً بالكامل. فقد أصبح كقميص عثمان لمجموعة من النقاد، فهناك مشاكل كثيرة في المنطقة وهي الديكتاتورية، والقمع، والتطرف، والفساد، وليس هناك أي شيء يمكن عمله تجاهها، أعتقد أن الحدود الرسمية الحالية ستكون أطول أمداً كما يظن الكثير من الناس".

سورية والعراق تعيشان التفكك السياسي والجغرافي والمذهبي وحتى القومي. هذه الحالة وصفها الصحافي ديفيد إغناشيوس بإرث سايكس بيكو، في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست في 3 أيار/مايو 2016، باحثاً عن آلية لإعادة تجميع أجزاء الشرق الأوسط الهش المُفكك "العراق وسورية يتمزقان: فالعراق مقسم عملياً إلى ثلاث مناطق متحاربة؛ منطقة سنية تحكمها مجموعة "الدولة الإسلامية"، ودويلة كردية تتمتع بحكم شبه ذاتي، ومنطقة في جنوب العاصمة يسيطر عليها النظام الذي يقوده الشيعة. وثمة هيكل مُمزق على نحو مماثل في سورية. وقد اختفت الحكومة المركزية في كلا البلدين".

هذا الشرق المُنهار لم يعد مؤهلاً للعلاج، ولن تستطيع واشنطن وأوروبا وقف نزيف الحروب والإرهاب الديني. لكن إغناشيوس يدعو أميركا أن تلعب دور المُنقذ "ابدأوا في إرساء الأسس لنظام جديد في الشرق الأوسط، والذي يمكن أن يوفر أمناً وحكماً ورفاهاً اقتصادياً أفضل للسنة والشيعة والكرد، وللأقليات الأصغر المنضفرة في نسيج المنطقة. ساعدوا شعوب هذه المنطقة المحطمة على بناء وإدامة هياكل الحكم التي يمكن أن تكون عاملة. سوف يكون إصلاح الشرق الأوسط الممزق عمل جيل كامل بالتأكيد. لكن الوقت حان لكي تشرع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والسعودية وإيران في التفكير بشكل عاجل مع شعوب سورية والعراق حول البنى الجديدة التي يمكن أن تتمكن أخيراً من معالجة الأخطاء والمظالم التي وقعت قبل قرن من الزمن".

هنا ما مصير الأقليات القومية والدينية بعد أن خذلهم سايكس- بيكو، وباتوا ضحايا الأمس واليوم بفعل حكومات مُستبدة، ومنظومات إسلامية متطرفة، تمارس تطهيراً عرقياً بحقهم، وتسبي نساءهم، وتدمر كنائسهم ومعتقداتهم!

يرى فرنانديز "منطقياً هذا يعني تقسيم سوريا على الأرجح" في المنطقة الساحلية وجبل الدروز "لحماية العلويين، المسيحيين، الدروز. تقسيم مشابه يمكن أن يحمي الأكراد والمسيحيين في شمال شرق سورية، في حين هذا الأمر يبدو منطقياً على الورق، ولكن لا أعتقد أن هذا يمكن تطبيقه في الواقع، لأن السنّة لن يسمحوا بذلك. القضية الأهم التي لم تحل بالطبع هي (كردستان المستقلة)، والتي يجب أن يكون لها الأولوية في أي تسوية مستقبلية. أرى أنه من الصعب القيام به ،وخاصة كردستان العراق بسبب معارضة تركيا وإيران الشديدة".

شرق أوسط جديد يقسّم نفسه بنفسه، عبر حروب بالوكالة عن طهران وأنقرة والرياض، كمخاضات عن مشروع الهلال الشيعي، وصراعه مع النفوذ السُنّي، والذي سيدفع بالمزيد من الطائفية، وعدم إمكانية العيش المشترك، وبالنتيجة قد تنشأ دولة شيعية، أو دويلات سُنّية، والتي يرى المراقبون أنها قد تصل إلى 14 دولة جديدة في الشرق الأوسط. يُعلّق فرنانديز على ذلك:

" أيّ دولة شيعية ستكون تحت نفوذ إيران ،على الأقل في البداية. إن تشكيل جزء من دولة عربية سُنّية من بقايا سورية والعراق سوف يكون مشكلة، حتى لو لم يسيطر عليها الجهاديون، كما ستسعى دائما للانتقام والاستيلاء على الأراضي المفقودة، مثلاً حين نرى بعض المسلمين يتحدثون عن الأندلس، ولكن بدرجة أكثر".

مائة عام على سايكس وبيكو، والحروب والدماء لم تتوقف، قد يكون ذلك لعنة تاريخية، لكن الشعوب في الشرق لا تتعلم أبداً. فالتقسيم البريطاني والفرنسي كان يدرك أن هذه المنطقة المثيرة في العالم لن تهدأ أبداً، وستبقى غير مُستقرة.

عن الكاتب: جان صالح، كاتب وصحافي سوري متخصص في شؤون الشرق الأوسط والقضية الكردية والأقليات. حائز على إجازة في الحقوق من جامعة حلب" قانون دولي ودبلوماسية عامة". يعمل مساعد معد برامج في قناة الحرة بواشنطن.

الحرب الحديثة

12:48 م
حسام محمد:

منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض ومنذ أن قتل قابيلُ هابيلَ وسال الدم عليها، عُرفت الحروب بأنها أسوأ مفهوم تعيشه البشرية حيث مر بمراحل عديدة.

ففي عصر الإنسان القديم كانت الحروب على صغرها تدار من قبل عدة أشخاص. وتستخدم فيها أسلحة بدائية، مثل السكين والفأس والمادة المستخدمة في صنع هذه الأسلحة كلها تقريبا هي الحجر، وبالخصوص حجر الصوان الشديد الصلابة، حيث كان هو المتوفر الوحيد في ذلك العصر البدائي.

وبعد هذه المرحلة من الحروب البدائية، أخذت الأسلحة بتطور ملحوظ عبر الأزمنة من السكاكين والفؤوس إلى الحرب الإلكترونية والتي تدار من أزرار في كيبورد الكومبيوتر. وهي ما تعرف اليوم (بالحرب التكنولوجية) أو (حرب الأزرار الرقمية).

طبعا لست بصدد شرح آلية عمل الإنترنت وكيفية الإرسال والاستقبال ولغات البرمجة بقدر ما يهمني منها تلك الوسائل الحديثة التي دخلت ضمن أنواع الصراعات الحروب، وصارت تعتبر في عصرنا هذا من أشد وأخطر انواع الحروب، والتي يجب مواكبتها. فما يُعرف اليوم بالهجمات الإلكترونية التي تشنها دول على دول أخرى تركت أثرا سيئا أطاح ببعض اقتصاداتها وكشف خططها العسكرية ومنظوماتها الدفاعية. ويـشن هذه الهجمات جيش إلكتروني مدرب بشكل كبير جدا يعرف بـ (الهاكرز) أو (القراصنة) أي المخترق لأجهزة الحاسوب المرتبط بشبكة الأنترنت. ويمكن أن يكونوا عدة اشخاص وليس شخصا واحدا.

وتوظف بعض الدول جيشاً إلكترونياً منظما يتم تدريبه بشكل دقيق على نفقتها وعلى مستوى عال جدا لخوض إما معارك وحروب إلكترونية ممنهجة ومدروسة، أو هجومية أو دفاعية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية. ومن الأمثلة القريبة لتلك الحروب هي الهجمة الإلكترونية التي قامت بها كوريا الشمالية مؤخرا على الجارة الجنوبية. وحسب التقارير، اخترقت كوريا الشمالية أكثر من 140 ألف جهاز كمبيوتر في شركات كبيرة ووكالات حكومية كورية جنوبية وزرعت شفرات خبيثة قبل أن يتم اكتشاف الأمر.

وقالت وكالة أنباء كورية جنوبية نقلا عن الشرطة إن عملية التسلل بدأت من عنوان في شبكة الانترنت (آي بي) تم تعقبه إلى العاصمة الكورية الشمالية واستهدف برنامجا تستخدمه نحو 160 شركة ووكالة حكومية لإدارة شبكاتها على الكمبيوتر. الأمر الذي دعا كوريا الجنوبية إلى إعلان حالة التأهب القصوى خوفا من شن هجمات إلكترونية مشابهة قد تقوم بها الشمالية مرة أخرى .

الحروب الإلكترونية اليوم أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الدول المتقدمة، وخاصة الدول التي تمتلك برامج نووية. وتكمن خطورة الهجوم بسرقة الشفرة المتحكمة في البرنامج النووي المعتمد في الطاقة النووية أو التحكم بالبرنامج عن بعد. ولكن كل دول العالم تستعين بخبراء (هاكرز)، وهم الجانب الإيجابي بعكس (الكراكر) وهم الجانب السلبي والذي يهتم بزرع الفايروسات والشفرات المعقدة للتنصت والتجسس واختراق الحسابات البنكية والمصرفية.

كما أن الولايات المتحدة الاميركية ولأول مرة تعلن الحرب الإلكترونية على الإرهاب المتمثل حاليا بداعش. وتستخدم أميركا ترسانتها الرقمية لإضعاف اتصالات داعش بين قياداته والمسلحين لتقليل موارده الاقتصادية. حيث صرح وزير الدفاع، آشتون كارتر، أنه أعطى أوامره بعد دراسة مستفيضة لشن هجمات رقمية على مواقع داعش لشل حركته، كما أن شركات التكنولوجيا الكبرى أبدت استعدادها للتعاون مع الحملة لغلق حسابات تنتمي لداعش أو يشك بأنها على صلة بتنظيمات إرهابية فاعلة.

كما يجب علينا أن ننتبه جيداً إلى أن الحرب الإلكترونية تعتبر خاسرة إذا ما تم الاعتماد على أشخاص لا يتمتعون بالقدر الكافي من الإمكانية المعرفية بأنظمة لغات البرمجة. فإن أي خلل بسيط يمكن أن يوقع منظومة بلد كامل في قبضة قراصنة محترفين والتوغل من خلاله إلى عمق النظام الإلكتروني العام في أي بلد، وهو ما يسمى بــ (الثغرات الأمنية). ولذلك يجب على الحكومة العراقية كباقي دول العالم أن تجند جيشاً إلكترونياً منظماً لمواجهة الهجمات الإلكترونية وصدها أو الاشتراك بهجمات استباقية لكشف خطط العدو وشل حركته.

عن الكاتب: حسام محمد، مدون وصحافي عراقي، كتب في عدة مواقع إلكترونية عراقية وعربية. له مدونة "الكلمة المسجونة".

ثقافة الموت

12:38 م

كشفت الأخبار مؤخرا عن زيادة في إقحام الأطفال في سوق الإرهاب والعمليات الانتحارية، فقد أعلنت السلطات التركية أن الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً في غازي عنتاب تمّ على يد طفل لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره.

وفي العراق، تم القبض على طفل يبلغ الثانية عشر يرتدي حزاما ناسفا قبل أن يفجر نفسه في حسينية في مدينة كركوك. أما في سورية فقد قام ثلة من الأطفال بإعدام أسرى لدى داعش بكل جبروت وقسوة قلما تجدها عند من هم في عمرهم.

أي حقد وبشاعة وعفن استولوا على عقول هـؤلاء الأطفال ليسهل عليهم أن يلفوا أجسادهم الصغيرة بأحزمة ناسفة ليقتلوا من يختلف عنهم؟! ماذا قيل لهؤلاء الصغار وكيف تم إقناعهم أن ما يقومون به خير وجزاؤه عند الله كبير؟ كيف يستطيع طفل لم يتجاوز العاشرة أن يقتل إنسانا بقلب بارد من دون أن تهتز له شعرة؟

لا أعتقد أنه مر علينا زمن أبشع وأقذر وأكثر دموية مما نحن عليه الآن. في سورية واليمن والعراق وليبيا وغيرهم، يتفنن كثيرون في إبادة بعضهم البعض من كل المذاهب والمِلل، غارقين في حرب طائفية ستأكل الأخضر واليابس وستبتلعنا معها. فقد نجح رجال الدين المتطرفون من كل جهة في تأليب وتجييش فئة على أخرى، بعد أن نصبوا أنفسهم حاكمين باسم الله، وزرعوا الحقد والكره وثقافة الموت في قلوب الصغار قبل الكبار، مستفيدين من أرض وجدوها خصبة بالجهل والتخلف ليبذروا فيها بذور طائفيتهم وبشاعتهم. يشحنون الصغار والشباب طائفيا ويزينون لهم الجنة ثوابا لجرمهم ويملؤون أرواحهم بكره الآخر لا لسبب إلا لكونه يختلف عنهم بطريقة صلاته.

يتساءل البعض: كيف استطاع أولئك السيطرة على عقول الناس بهذه الطريقة؟ كيف أقنعوهم أن الارهاب والذبح والدم سبيلٌ للجنة؟ كيف شغلوا الناس بترهيبهم من الغزو الفكري الخارجي، متغافلين عن الغزو الداخلي الذي جعل من أطفالنا مجرمين؟

علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ونواجه واقعنا المزري، وأن نتوقف عن تعليق مصائبنا على شماعات مختلفة، تارة هي مؤامرة كونية، وتارة هي إيرانية. هؤلاء المجرمون لم يخلقوا من العدم ولم يأتونا على مركبات فضائية. هؤلاء منا وفينا. شربوا ثقافة الموت عبر تعاليم (مزورة) للدين، عبثت بعقولهم فاستسهلوا الموت طمعا في 72 حورية في الجنة مقابل دم إنسان بريء.

لا فرصة أمامنا للنجاة من المستنقع الآسن سوى بتصحيح الخطاب الديني ونفض الغبار عن التعاليم المغلوطة التي دأب المتشددون على زرعها زورا في عقولنا، وسن قوانين صارمة قاسية ضد التصرفات واللغة الطائفية. ثم علينا تحييد رجال الدين وإعادتهم إلى مساجدهم. فلا سبيل لحماية الدين والبشر إلا بتطبيق العلمانية عبر فصل الدين عن الدولة، ورفض تدخل رجال الدين في الأمور التي لا تخصهم.

الأهم من ذاك كله، توجيه المسلمين وخاصة الأطفال عبر المدارس والإعلام نحو ثقافة التعايش والقبول والمحبة والإنسانية، فهذا هو الجهاد الحقيقي.. والأصعب.

عن الكاتبة: دلع المفتي، كاتبة وأديبة كويتية تكتب عموداً أسبوعياً في جريدة القبس. اشتهرت بأسلوبها الممتع وقلمها الساخر، وعرفت بمناصرتها لحقوق المرأة والمهمشين وبمحاربة الفتن الطائفية عبر مقالاتها. نشر مقالاتها العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة.

رسالة للأجيال القادمة

12:35 م
سرى الكعبي:

لطالما فكرت كثيراً ما هو السبب في كل ما يحدث الآن؟ وكيف يمكن أن ننقذ من نستطيع إنقاذه؟ ولربما تسألون هل نحن في بركان؟ أم نحن في بحار لا نهاية لها؟ دعوني أجيبكم يا أصدقائي: البركان الذي تروه الآن نحن من صنعه.

نعم، لا تستغربوا.

فالقائد الفاشل ومجموعة كبيرة من القطيع تمجد ذلك الفاشل.

والثوار في صمت وإن ارتفع صوتهم سيكون مصيرهم مجهولاً.

والبلد في انهيار تام، أليس ذلك بركان برأيكم؟

لا يغركم مظاهر ورموز التاريخ فالكثير منهم صنعوا سلماً من أرواح الأبرياء كي يصعدوا عليها.

وكثير منهم دفع قوت الجياع كي يدون التاريخ المزيف بطولاتٍ كاذبة لتقرأوها وتمجدونهم من دون معرفة.

لا تنخدعوا..

لا تكونوا فريسة سهله لهم. عندما تقرأون التاريخ يا أصدقائي فكروا كم رجلاً وامرأة وطفلاً أصبحوا أشلاء ممزقة بمجرد أن أطلق الحاكم ساعة الصفر لبدء الحرب ومع ذلك تجد التاريخ يكتب اسم الحاكم بحروف من الذهب ويتناسى آلاف الضحايا.. أي سخرية هذه!

فالخداع أصبح قناعاً يتقنه الكثير من البشر..

كونوا حذرين، أعرف أنكم مستاؤون كثيراً من وضعكم..

ونحن كنا نعاني مثلكم أيضاً.

هكذا هي الأحداث نتيجة تراكمات ومخلفات الماضي الذي خلفته القادة والرموز الفاشلة.

يا أصدقائي..

لا تصدقوا كذبة أن هؤلاء في يوم من الأيام كانوا يريدون الإصلاح..

أتعرفون أن من ينادون بالإصلاح لا يعرفون ما هو الإصلاح!

إذن كيف يمكن أن تصدقوهم؟

أتعتقدون أن من يسير في شوارع بلاده ويحتمي بآلاف العناصر يستطيع تحقيق الأمن لبلاده؟!

أتعتقدون أن من يجلس على طاولة الحوار ليناقش امتيازاته ويخرج في مؤتمر صحفي ليقول إننا ناقشنا أوضاع البلاد يستطيع أن يكون محل ثقه لدى مواطني بلاده؟! نعم، هكذا نحن نعيش في هذا العصر. يا أصدقائي.. يا من ستقرأون هذه الكلمات بعد زمن طويل، وأعرف أنكم على الأغلب لن تقرأوا شيئاً منها لأنها ببساطة سترمى في سلة مهملات الممجدين..

لكنني سأقول ما في خاطري ولن أصمت.

أود أن أخبركم

أن الكثير من فاقدي الإرادة تكلموا عن الذين سبقونا

وقالوا لماذا لم يحققوا لنا شيئاً وتركونا نصارع وسط هذا الدمار

والآن أظن أنكم ستتكلمون عنا بالمثل

لأن كل زمان يأتي يلعن سابقه، وهذا لأنه لا يستطيع تغيير حاضره..

ولكن هل يا ترى أنتم ستوقدون شموع الثورة يوماً؟!

الثورة ليست بحاجة إلى عمامة يا أصدقائي..

وليست بحاجة إلى أموال..

وليست بحاجة إلى موقف دولي..

الثورة بحاجة إلى أرواح الأحرار ..

ودمتم أحراراً.. دائما.

عن الكاتبة: سرى الكعبي، طالبة جامعية مرحله أولى من العراق، مدوّنة وشاعرة فصحى وكاتبة مقالات اجتماعية وسياسية.

العنف الأسري في المجتمعات العربية

12:32 م

بقلم وميض القصاب:

يعد العنف الأسري واحداً من أكثر الجرائم المسكوت عنها في العراق والشرق الأوسط. 

وتبذل مؤسسات المجتمع المدني في العراق جهودا مضنية للفت أنظار الحكومات إلى تنامي هذه الظاهرة، وذلك عبر حراك يهدف لحض الحكومات على تشريع قانون حماية الأسرة لتجريم العنف ضد المرأة والطفل، فهما الأكثر تعرضا للعنف حسب محاكم الأسرة في العراق التي تشير إلى أن النساء هن الضحايا في 90 في المئة من القضايا المستلمة.

ورغم الجهود المدنية القانونية والنسائية، لا تزال بعض القوى ترى أن هكذا قانون لا يتماشى مع أعراف المجتمع المحافظ وموروثه الاجتماعي، لتتجسد لدينا نقطة خلاف أزلية لصدام الشرائع مع الموروث القبلي.

فالعنف في مجتمعنا يستند في كثير من الأحيان إلى نص ديني لتبرير عنف الرجل لفرض القوامة والتربية. ومن يدافع عن العنف يقدم نصوصاً دينية تبرر استعمال الضرب كأحد وسائل التربية وتنظيم الأسرة. ويستند أيضاً إلى تفسير مفاده أن الضرب معناه اللغوي هو الهجر كوسيلة للضغط لحين حل النزاع العائلي، أو أنه ضرب رمزي بعصا بحجم السواك كمعنى نفسي، مستندين إلى نصوص تدعو للتراحم وحسن العشرة وتنهى عن الإيذاء الجسدي. كلا الخصمين يستشهدان بأدلة وروايات عن حسن أو سوء العشرة في التراث الإسلامي.

الواقع أن العنف الأسري منتشر في مجتمعاتنا. وجذوره تعود لهيكلية العائلة القبلية القديمة، التي تعتمد على هيمنة الذكر على مقدرات حياة المحيطين به وخصوصا الضعفاء، النساء والأطفال.

أشار رجال الدين في ورشة عقدت مؤخرا في محافظة كركوك إلى أن الأعراف الاجتماعية استغلت التفسير الديني لترسخ مفاهيمها. فالعائلة نموذج مصغر للقبيلة في مجتمعنا. وقائد القبيلة حريص على توزيع الأدوار فيها بما يضمن هيمنته على صنع القرار. ولأن القيادة ذكورية، فإن من المفيد أن يكون التفسير الأكثر انتشارا يعتمد على ترجمة تمنح السلطة والقوة بيد القائد، مقارنة بتأويل أقل انتشاراً يجعل القوامة والرأي أكثر مشاركة.

العنف يستمد شرعيته من الموروث. فهو حالة تكرارها مقبول والسكوت عنها من احترام الخصوصية. ولن تتدخل قوى القبيلة الأخرى سوى في حالات وقوع ضرر قد يسيء لشكل العائلة ومكانتها أمام أصهارها. والعنف كوسيلة مقبولة للتربية يجعل الجيل أكثر تقبلا للعنف. فالعنف يغير طريقة تعامل المخ مع المشاكل التي تواجهه، وتجعل مناطق المتعة والاستمتاع تختلف في تحفيزها عن المخ الأقل تعرضاً إلى العنف.

الطبيعة العنيفة جزء مهم في تشكيل شخصية الفرد. فالأم التي تتعرض للعنف لن تجد مانعاً في أن تنقل هذا العنف إلى الأطفال لفظيا أو جسديا. ولن تجد غضاضة في أن تطلب من أبنائها أن يتعاملوا بعنف مع زوجاتهم، وتخفف عن بناتها بالتقليل من أهمية تعرضهن للعنف. فالفكرة العامة أن العنف جزء من هويتنا الاجتماعية، طالما كان هناك شرعية له في العرف. من نحن لنجادلها؟

يميل الكثيرون إلى تعميم فكرة ارتباط العنف الديني بنشوء النزعة الإرهابية. لكن النظرة الفردية لكل حالة من معتنقي الإرهاب ستجعلنا نلمح مشاكل أسرية وتربوية تحركه نحو تقبل استعمال العنف كوسيلة للتعبير عن أفكاره. فمن يرى الموت والدمار حالة عامة يومية ويعاني الإساءة في حياته العامة والخاصة، سيكون أكثر قدرة على إعادة تصنيع هذا العنف. وأولئك الذين نشأوا في بيئة مسالمة فهناك جذور لتعرضهم للإساءة، كحالات التنمر ضد الأطفال من أصول مهاجرة أو فشل الاندماج بسبب تمزق الطفل بين ثقافة تُدين العنف في الخارج وثقافة القبيلة في المنزل المهاجرة مع والديه.

العنف في التربية يلغي الشعور بالرحمة ويزيد التلذذ بتعذيب الأخر. ونرى نزعات سادية لدى مرتكبي الجرائم المتسلسلة والإبادة تعود أصولها لتاريخ طفولة تشبّع بالإساءة والتعنيف.

تحديات مجتمعنا اليوم على أصعدة الأمن والاقتصاد تقول إن مشاكل التطرف والإرهاب لها جذور داخل مجتمعنا، و التربية لها دور في تقبل الآخر والتعايش. واحترام المرأة كجزء حيوي في الحياة يتطلب أن نحارب تهميشها والإساءة لها، ويجعل من تشريع قوانين لحمايتها وحماية أطفالها مهمة أساسية مثلها مثل مكافحة الإرهاب، وتأهيل مؤسسات لمعالجة قضايا الأسرة عبر ورش وعلاج نفسي وتربوي، ودفع النقاش حول شرعية نصوص العنف الأسري والوصول لتفسير موحد. ينبغي علينا تحقيق كل ذلك لو أردنا أن نبني مجتمعات تنبذ الإرهاب وتطرح نموذجاً مشرفاً لتراثنا.

عن الكاتب: وميض القصاب، كاتب وباحث عراقي. حاصل على شهادات دولية في مجال حل النزاعات وبناء السلام. له عدد من الكتابات المنشورة في مواقع مختلفة.

حتى لا يصبح الأطفال عالة على أهلهم

12:28 م
بقلم نورة شنار:

يمكننا قياس المعرفة عند الشعوب في أي بقعة بهذا الكون وأنهم في تطور فكري من خلال إتمامهم للتعليم. لكن هل يعني ذلك أن تخصص الدولة أكثر ميزانيتها لكي تنفقها على التعليم؟ أم تعطي الرفاهية لطلابها أم للمعلمين؟

لا شك أنني أقع في حيرة وحرج حين أتحدث عن هذا التدني في مستوى التعليم لدينا، مع أننا من أمة "إقرأ" ونتعلم حسب المفاهيم الشرعية، لكننا لم نطبق حرفاً واحداًّ!

كل ما نتعلمه هو تلقين لا تطبيق. فلماذا نتعلم إذاَ؟

بالرغم من هذا التدني من التعليم، إلا أننا نجد في عطلة إجازة الصيف ينام عقل الطالب والمعلم فيها طويلاً عما تعلم، وكأننا نتقدم إلى الخلف.

ليس الدين هو التعليم، فهناك عازل بينهما. فالدين هو اعتناق وعبادات يمارسها الإنسان لربه في كل ثانية ودقيقة. أما التعليم فهو تغذية العقل بكل العلوم. وقد يتخلى عنها البعض ويصبح فقيرا عنها. ومعظم التعليم في العالم لا يخلط الديانة بالتعليم، حتى تنضج هذه العقول الصغيرة وتصبح مدركة لكل ما وجد في الطبيعة.

أين تعلمينا من علوم الإنسانية وعلم الثقافة والفنون؟

نحتاج إلى مناهج تجعل الطالب يتلقى الدروس من دون ملل حتى يشعر بمتعة. فحتى في أدبنا شيء يجعل الطالب ينفر من حفظه وقراءته. وعندما نتصفح الكتب الأدبية القديمة نجد أن ما اختير لنا في هذه المناهج واقتبس لم يكن موفقا. فالست سنوات الأولى في مرحلة الدراسة ينمو الطالب على "قال الله ورسوله"، ورغم هذا لم نجد في كل دفعة تتخرج من هذه المرحلة أنها تربت على ما تم تلقينهم إياه. وهو ما يقودنا إلى التساؤل: إذن ما الفائدة؟ أليست هي وزارة التربية والتعليم!

عُرف عنا أننا بارعون في فصل التوائم. ليس بفضل تعليمنا، بل بفضل تعليم كندا التي خرّجت وزيراً للصحة "عبد الله الربيعة". فتم بحمد الله فصل التوأم الغير متشابه (التربية عن التعليم) حتى لا نوهم العالم أن من علمهم هو من رباهم؛ فالتربية تقع على عاتق الأبوين.

تعليمنا يتربع عليه الدين الذي يجهله عامة الناس ويعممه بالتقاليد. فالدين الذي يُدرّس في المدارس قد لا يطبق فقط للمعلومية. فلماذا لا تكون المناهج قريبة من الواقع والحقيقة؟ لماذا لا يكون هناك مناهج جديدة باسم الثقافة الإسلامية مضمونها الدين الإسلامي مع احترام كل الأديان والمذاهب؟ ومن هنا نستطيع أن نغرس في عقولهم التسامح بدلاً من تفعيل برامج تحرض على الكفار المسالمين.

ومقولة د. طاهر ميسرة في لقاء تلفزيوني أن "ثلاثة آلاف حصة دين في منهج كل طالب سعودي لم تنفعهم ولم تنتج إنسان له دور حضاري، فما الخلل؟" هي تساؤل في محله. ولا نزال نطمح أن نجد حلة جديدة من خادم للتعليم حقيقة بدلا من "معالي الوزير" الذي يصنع لنفسه كرسي و"بشت".

تفعيل الأنشطة اللامنهجية في المدارس قد يكون سندا في بناء المجتمع، لكنه استغل بشكل سلبي في جعل اللامنهجية تنحصر في محاضرات دينية، وكأنهم يريدوا أن يخرجوا كل الطلاب دعاة!

فالمحاضرات هي لا توعوية، بل تشدد وغلو في الدين. وزرع المحاضرات -مثل التي نجد محتواها "كيفية تكفين الميت" ومحاضرات عن المجاهدين في الشيشان وأفغانستان- ماذا سوف تزرع في قلب الطالب بعد ما شاهد أن النفس رخيصة وسوف تدفن وتدفع قلبه للخوف بعد هذه المشاهد فيحاول أن يصبح بعد غد مجاهدا؟

العجيب في كل ذلك أن يستغل بعض المعلمين أوقات فراغهم في سماع محاضرات لوعاظ الترهيب في الدين.

الواجب علينا أن نحجب هذه الفعاليات في المدارس. فالطالب عليه أن يعي أمورا كثيرة، مثل أن يحب وطنه ويتعايش بعيداً عن التحريض والتعصب في الدين بمفعول التعليم، وحتى لا يصبح هؤلاء الأطفال بعد هذا التعليم شرا على أهلهم. هنا أكون قد وضعت النقطة.

عن الكاتبة: نورة شنار، ناشطة اجتماعية سعودية ومحررة في موقع (أنثى) الإلكتروني. حاصلة على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال. تنشر مقالاتها في صحيفة إيلاف الإلكترونية. ظهرت في عدة لقاءات تلفزيونية على قنوات عربية وخليجية مختلفة. صدر لها: كتاب (قهوتي مرة) و(تويتات من قفص المغردين) بجزأين، والذي حمل جزؤه الثاني توقيع الأمير الوليد بن طلال.

التعصب الديني عند العرب

12:24 م

إسماعيل الهدار:

يعد التعصب الديني أحد تجليات التعصب الفكري الذي يهدد استقرار وأمن المجتمعات العربية. فقد أضحى الرمز الديني مجالا فاعلا لتجسيد دلالات العنف والصراع بين مختلف شرائح المجتمع الأمر الذي جعل منه أداة لتغييب الفعل التواصلي.

كما أن الحضور المجحف لظاهرة التعصب الديني أدى لنفي حرية المعتقد، رغم تكريسها في جل الدساتير. فقد أضحت هذه الحريات الفردية حبرا على ورق، باعتبار أن حسن تطبيقها يعتمد على الوعي الجماعي للمجتمع، بمعنى ممارسة حرية الضمير في كنف الاحترام المتبادل.

إن تفشي هذه الظاهرة الاجتماعية يجذر النزعة الإقصائية التي تحمل في طياتها مفهوم الإرهاب الفكري، الذي لا يعتد بحرية التعبير والرأي المخالف وإنما يستعمل العنف عوضا عن الحوار للإقناع مما يؤسس للنزعة الإقصائية بما هو ترسيخ لمعاني الإطلاقية والنموذجية، أي الإقرار بتفاضلية الدين الواحد.

وضمن هذا السياق، فإن الفكر الدوغمائي يقوم بالأساس على تبني الأحكام المسبقة والرأي السائد، مما يؤدي إلى تغييب الفكر العقلاني والمنطقي وإعمال العقل. الأمر الذي يجعل من الحوار عقيما.

ويعود تفشي ظاهرة التعصب الديني إلى دور الخطاب الديني الذي تميز في الآونة الأخيرة بنزعته العدوانية، والذي يتعارض كليا مع ماهيّة ما هو ديني. فقد ساهمت الخطابات الدينية في ترسيخ دلالات التعصب والدوغمائية من خلال نفي معاني التسامح واحترام الآخر والتعاون وغيرها من القيم الإنسانية.

وستتعمق هذه الدلالة المنحرفة لما هو ديني من خلال التأسيس للصراعات المذهبية وتفشي ظاهرة الحروب الدينية، بما يؤدي لاغتراب ماهية الإنسان وتدمير استراتيجيا التواصل.

كما أن التعصب الديني من شأنه أن يرسخ القطيعة بين مختلف الأديان من جهة وبين الأفراد من جهة أخرى. الأمر الذي يجعل من التعايش أمرا محالا.

ويجدر بنا التساؤل هنا: إلى أي مدى يمكن للكائن البشري التعايش مع ظاهرة التعصب الديني، في حين أن هذه الأخيرة تمثل تهديدا حقيقيا لاستمراريته؟ ألا يشكل التعايش بينهما مجالا لبلورة معطى التناقض؟ إلى أي مدى يمكن للمجتمعات العربية ضمان استقرارها في ظل تفشي ظاهرة التعصب الديني؟ ألم يحن الوقت بعد لمحاربة هذه الظاهرة من خلال ترسيخ الوعي الجماعي؟ أليس من الأجدر السعي نحو إرساء خطابات عقلانية تهدف لعلاج الفكر الدوغمائي؟ ألا يشكل الفكر الأداة الوحيدة والناجعة لنفي دلالات التعصب؟ لم لا تتحلى المجتمعات العربية بفكر عقلاني، نقدي وبناء حتى تتمكن من التخلص من كل أشكال التعصب؟ أليس الإنسان كائنا مفكرا بطبعيه؟ فلماذا هذا الغياب المجحف لحجة العقل والتفكير؟

وعليه، فإن من الضروري إعمال ملكة التفكير والتأسيس لفكر موضوعي، الغاية منه تدعيم الفعل التواصلي بين الأفراد بما هو العنصر الرئيسي المكوّن للصرح الاجتماعي. كما أن استئصال التعصب الديني يكمن في تطوير المجتمعات العربية على جميع الأصعدة والمجالات الحيوية.

عن الكاتب: إسماعيل الهدار، باحث في القانون العام، كلية الحقوق بصفاقس، تونس.

ماذا بعد معركة الموصل ؟

12:22 م

بقلم سرمد الطائي:

لن تكون مجرد "أكبر معركة" يخوضها العراقيون ضد الإرهاب منذ سقوط صدام حسين، لأن الموصل هي أشد اختبار تعرض له هذا النظام الدستوري المضطرب، ولكن الشرعي الذي يحظى بدعم القوى الكبرى في العالم.


وبعد أن تدرب الشباب باحتراف مشهود في المعارك السابقة، لم نعد نخشى أن يتلقوا هزيمة أمام داعش الذي تكسرت دفاعاته وحيله الغريبة في عشرات المدن، ومع هذه الروح الجديدة التي تنبعث في القوات العراقية ومعظم الأطراف المسلحة الساندة.

لكن البلاد أمام معركة أكبر من السلاح. ونحتاج "روحاً جديدة" تنبعث في أروقة السياسة الجامدة تقريباً، مثل النشوة التي انبعثت بين صفوف المقاتلين الأبطال وهم أحلى الشباب الذين نخسر كل يوم كوكبة مضحية منهم، من كل المكونات العراقية.

النظام السياسي في العراق حاول إعادة بناء نفسه مرات عدة، أبرزها في صفقة تمرير حكومة نوري المالكي الثانية ضمن اتفاقية أربيل عام 2010، ثم في محاولة استجواب نوري المالكي عام 2012، ثم في تشكيل حكومة حيدر العبادي 2014. لكن الاتفاقات بقيت في الغالب حبرا على ورق. والأمر مخيب لأن جملة "إعادة التأسيس" تساوي "إنقاذ الشرعية الواقعية" التي يؤمن بها معظم أبناء الشعب. وبدون أن نمتلك شرعية بهذا الحجم سنظل نستخدم شرعية الحد الأدنى، التي تفهمها الأمم المتحدة والمواثيق الدولية، غير أنها لن تحقق الاستقرار.

وفي معركة الموصل لدينا يوم فاصل حين يختفي داعش من محافظة نينوى، حيث سنكون أمام أسئلة الحكم والأمن والقيادة داخل هذا المجتمع المتنوع. ولم تطرح بغداد حتى الآن تصوراً جديداً حول مستقبل الحكم والقيادة والأمن في تلك اللحظة.

وإذا لم يكن هناك تصور جديد فإننا سنكون نزفنا دماءً كثيرة مقابل سياسة قليلة محدودة وعاجزة، أخطر ما فيها أنها تهدر كل التضحيات، لأننا في هذه الحالة مرشحون لتكرار الأخطاء ذاتها. وعلينا أن نستعد لتقبل نتائج مشابهة، في مجتمع غاضب من عدم حصول إصلاح إداري وسياسي، وتكرار الأساليب القديمة في قمع الغضب والاحتجاج، وضياع البوصلة في إدارة الصراع الإنساني الطبيعي داخل المجتمعات الكبيرة. وهذه ظروف قد تنتج رد فعل معترض في بحر سنة أو اثنتين. وهذا غضب ستستغله التنظيمات الإرهابية ذاتها لصناعة "داعش جديد".

وستبدو هذه الفرضية مكررة كثيرا، على لسان الأميركيين والأوروبيين وبعض المسلمين، وأيضا على لسان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي نفسه وفي مواقف حلفائه المعتدلين. لكن الجديد أننا قدمنا تضحيات كثيرة من أجل "تصحيح الأوضاع" في المناطق المضطربة. وإذا لم نقم بهذا التصحيح الآن فإننا سنخون كل الدماء والتضحيات الكبيرة التي أريقت بأمل "إصلاح النظام".

وفي لحظة الفرح بتفوق قواتنا العراقية وكل من يساندها وطنياً ودولياً، ينبعث القلق من عدم وجود حوار عراقي راسخ حول فرصة "التأسيس الجديد للنظام السياسي" لتغيير نهج الإدارة والحكم، وتطبيق دستورنا بروحه اللامركزية، بنحو يضمن لأهل نينوى أن يتولوا أمورهم بأنفسهم وبمساعدة أكيدة وعميقة من بغداد، بوصفها روح العراق. وهذا أمر لا يقبل التسويف لأنه سيرسل رسالة ضمان وطمأنينة سياسية قوية لأهل نينوى، ومعهم أهالي كل المدن المحررة من داعش.

لكن غياب هذا الجدل عن نقاشاتنا السياسية سيجعلنا نظهر أمام العالم على شكل أمة لا تعبأ بتضحيات أبنائها، ولا بأهمية هذا الدعم الدولي الكبير للمعركة. وأول ما نريد أن نشاهده ويشاهده العالم معنا هو حوار كبير بين مراكز القوى الفاعلة في "مناطق النزاع" والعاصمة بغداد. ومن شأن هذا أن يصبح "عملية سياسية جديدة" تتحكم حتى في التدخلات الإقليمية والدولية، وتجعلنا كنظام، بمستوى تضحيات أحلى الشباب العراقيين في الجبهات، لأن البنادق وحدها لم تنجح في صوغ استقرار اجتماعي طوال خمسين عاما من الاحتراب العراقي الداخلي حول معنى "العراق".

نبذة عن الكاتب: سرمد الطائي، كاتب عراقي من مواليد البصرة، خريج المركز الدولي للدراسات الاسلامية في ايران – قم. كاتب وصحفي منذ عام 1997، عمل في قناة الحرة عراق في بغداد من 2004 إلى عام 2007. معلق سياسي وكاتب عمود “عالم آخر” في جريدة المدى.

رسالة الى جابر

12:17 م
رسالة لو قرأها الشاب جابر


ربما تسأل أيها القارئ الكريم من هو الشاب جابر الذي كنت أتمنى أن يقرأ هذه الرسالة قبل أن يرحل عن دنيانا؟ وللإجابة على سؤالك، أدعوك أن تقضي وقتاً هادئاً تقرأ فيه الرسالة التالية:‪

"عزيزي جابر، كنت أتمنى أن تقرأ هذه الكلمات قبل أن تودع عالمنا، تاركاً الكثير من التساؤلات خلفك حول ما فعلته وما كنت تنوي فعله. كنت في ريعان شبابك وكانت الحياة أمامك لتحقق طموحاتك وتدرك أحلامك البريئة التي كانت تشغل مخيلتك أثناء طفولتك. ولكني لست أعلم من علَّمك تقديس الموت وجعلك تبحث عنه. كما أنني لست أعلم لماذا مجّدت الموت واعتبرته غاية تتمحور حولها كل حياتك!

تُرى، ما الذي أعمى ذهنك وقلبك عن أن ترى حقيقة أنك تقود نفسك إلى التهلكة، مدفوعاً بحب الموت وكراهية الحياة؟! لماذا ظننت أن الطريق إلى جنات النعيم هو الموت في سبيل الله من خلال قتل نفسك والآخرين من حولك؟ ألم يكن الأجدر بك أن تحيا لله وللآخرين، مقدراً قيمة الحياة التي وهبك إياها؟! ولمَ شعرت أن حياتك رخيصة وتافهة، فأردت التخلص منها بهذه السهولة؟!

كيف فكَّرت في أن تتحول إلى "ذئب منفرد" يسوقه فكر مظلم نحو مصير حالك السواد؟ كيف خدعوك ونزعوا براءتك وجعلوك تحب مشاهد الموت والتفجير والدمار وغيرها؟ كيف اقتنعت أن تكره بلدا فتح أبوابه أمامك لينقذك من لهيب جحيم الحرب الدائرة في موطنك ويعطيك فرصة ثانية للحياة؟

كم تمنيت لو أنك تفحصت بتدقيق ما كنت تسمعه من أئمة غسلوا دماغك بحب الموت في سبيل الله بدلًا من حب الحياة في سبيله!

كنت أتمنى لو أنك عرفت أن التزامك الديني مختلف كل الاختلاف عن التمتع بعلاقة حقيقية مع الله أساسها الحب له وللآخرين من حولك!

كنت أود لو أنك اجتهدت في حياتك لتحقق أهدافاً نبيلة كنقاوة القلب والحواس والفكر من كل ما يسلبك إنسانيتك، وحينئذ تجد لحياتك معنى وهدفاً أسمى. كنت أتمنى أن تترك خلفك إرثاً مشرقاً يستلهم منه الشباب القدوة في الحياة. كنت أود أن لا تكتب بيدك قصة حياتك ولا تدع آخرين يكتبونها لك، بل الأحرى أن تُسلِّم حياتك لله وتدعه يكتب قصة حياة خالدة لا تنتهي بموتك".

عزيزي القارئ، جابر البكر هو لاجئ سوري يبلغ من العمر 22 عاماً كان يقيم في ألمانيا. تمكنت الشرطة الألمانية من القبض عليه بمساعدة ثلاثة لاجئين سوريين في أعقاب اكتشاف متفجرات بمكان إقامته في مدينة كمنيتس بولاية ساكسونيا. كان يشتبه بتخطيطه لتنفيذ تفجير في أحد مطارات برلين. ورصدت الأجهزة الألمانية سفره مرتين إلى تركيا ليقصد منها مدينة إدلب قرب حلب ‏السورية، حيث تطوَّع مع "الخوذات البيضاء" (فرق الطوارئ) في إدلب بسورية. لكن بعد القبض عليه في ألمانيا، أسدل اللاجئ السوري الستار على حياته بنفسه، حيث عُثر عليه مشنوقاً داخل زنزانته في مدينة ليبزج الألمانية.

هذا هو الشاب الذي كنت أود أن يقرأ هذه الرسالة. لكن المُحزن أنها لم تصله ولم تسنح الفرصة له لكي يقرأها قبل أن يدمر حياته بنفسه... تُرى، هل ستصل هذه الرسالة لشاب آخر؟! أنا شخصياً أتمنى!

*الصورة: شرطي ألماني أمام مبنى سكني بعد العثور على مواد متفجرة في محل إقامة السوري جابر البكر/وكالة الصحافة الفرنسية.
المصدر : http://www.irfaasawtak.com/