الخميس، 15 ديسمبر 2016

نوادر الحكام و الولاة

ومن أحسن ما يُحكى أنَّ رجلاً كان مع بعض الصالحين ،فمرَّ على جماعةٍ يشربون ويغنُّون،فقال الرجل : يا سيدى ، ادع على هؤلاء المجاهرين بالمنكر ..قال : اللهمَّ كما فرَّحتهم فى الدنيا ، فرِّحهم فى الآخرة .. فبُهت الرجل ،فلم تمض مدة ، حتى اهتدى كل منهم وحسن حاله .

**************


قيل انه آتي الحجاج صندوق مقفل، كان قد أصيب من خزائن كسري، فأمر بالقفل فكسر ، ولما فتحه وجد فبه صندوقا آخر مقفلا، قفال الحجاج : من يشتري هذا الصندوق المقفل بما فيه ؟ولا ادري ما فيه...فتزايد عليه أصحاب الحجاج حتي بلغ ثمنه خمس مائة آلاف درهم فأخذه الحجاج وسلمه إلي مشتريه وطلب من المشتريان يفتحه أمامه ليري ما يحويه بداخله،ففتحه صاحبه بين يدي الحجاج فإذا بورقه بداخله مكتوب عليها:"من اراد ان تطول لحيته فليمشطها من اسفل"فضحك الحجاج وضحك معه كل من كان شاهدا لهذه البيعة.


**************


دخل يزيد بن منصور الحميري على المهدي وبشار بن برد بين يديه ينشده قصيدة امتدحه بها ،فلما فرغ من شعره أقبل عليه يزيد وكانت فيه غفلة فقال : يا شيخ ما صناعتك ؟
فقال بشار : أثقب اللؤلؤ .فضحك المهدي ثم قال لبشار : أغرب ويلك أتتنادر على خالي ؟
فقال بشار : ما أصنع به ؟ يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعرا ويسأله عن صناعته.


**************

دخل شاعرٌ على ملك وهو على مائدته فأدناه الملك إليه وقال له : أيها الشاعر قال نعم أيها الملك ,
قال الملك : " و ا " ,فقال الشاعر على الفور , " إنّ " ,فغضب الملك غضباً شديداً وأمر بطرده فتعجّب الناس وسألوه : لم نفهم مالذي دار بينكما أيها الملك ,
أنت قلت " وا "وهو قال " إنّ" فما " وا " و"إنّ
"قال : أنا قلت له : "وا"أعني قول الله تعالى " والشعراء يتبعهم الغاوون "
فردّ عليّ وقال : "إنّ"يعني قوله تعالى " إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة".


***************

ذهب أحد الأشخاص إلى الخياط ليخيط له ثوباً فلما استلم الثوب وجد فيه بعض العيوب فذهب إلى الخياط فقال له : إني وجدت في الثوب بعض العيوب فسكت برهة ثم بكى فقال الرجل للخياط : ما أردت أن أخذلك سوف آخذ الثوب بالعيوب ،قال الخياط : و الله ما لهذا بكيت ،و إنما أبكي لأني اجتهدت في خياطته و ظهرت فيه كل هذه العيوب و اجتهدت في عبادة ربي سبحانه فيا ويلي كم فيها من العيوب.


***************


شكا بعض أهل الأمصار والياً إلى المأمون فكذبهم و قال : قد صح عندي عدله فيكم و إحسانه إليكم فاستحيوا أن يردوا عليه ،فقام شيخ منهم و قال : يا أمير المؤمنين :
قد عدل فينا خمسة أعوام فاجعله في مصر غير مصرنا حتى يسع عدله جميع رعيتك و تربح الدعاء الحسن ،فضحك المأمون و استحيا منهم و صرف الوالي عنهم.

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق