الأحد، 18 ديسمبر 2016

جمع الجواهر في المُلح والنوادر

جمع الجواهر في المُلح والنوادر

ذكر كتاب “جمع الجواهر في المُلح والنوادر” لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، الصادر في القاهرة عن دار إحياء الكتب العربية، مجموعة من الأخبار والطرائف والنوادر الاجتماعية، نورد منها:

- نصب رجل مع رفقاء له قدراً، وجعل فيها لحماً. فلما كاد أن ينضج، نشل بعضهم قطعة وقال: تحتاج إلى ملح. ونشل آخر قطعة وقال: تحتاج إلى توابل، ونشل آخر قطعة وقال: تحتاج إلى بصل. فرفع الرجل القِدر وقال: والله تحتاج هذه القِدر إلى لحم.

- طبخ بعض البخلاء قدراً، فقعد هو وامرأته يأكلان، فقال: ما أطيب هذا القدر لولا الزحام! قالت: أي زحام ها هنا؟ إنما أنا وأنت! قال: كنت أحب أن أكون أنا والقدر؟

- كان بعض الأكاسرة يتطِّير. فلقيه رجل أعور، فأمر بحبسه. فأقام مدة، ثم أطلقه. فتعرَّض له فقال: لمَ حبستني؟ قال: تشاءمت بك. قال: فأنت أشأم مني؛ خرجت من قصرك فلقيتني فلم تر إلا خيراً، وخرجتُ أنا فلقيتك فحبستني. فقال الملك: صدق. وأمر له بصلة “راتب”.

- أتى رجل نخاساً فقال: اشتر لي حماراً ليس بالصغير المحتقر، ولا بالكبير المشتهر، إن أشبعته شكر، وإن أجعته صبر، وإن خلا الطريق تدفق، وإن كثر الزحام ترفق، إن ركبته هام، وإن ركبه غيري نام. فقال له النخاس: أنظرني قليلاً، فإن مسخ الله فلاناً حماراً اشتريته لك!.

- سُئل أحدهم عن رجل فقال: رزين المجلس، نافذ الطعنة. فحسبوه سيداً! فإذا هو خياط، يقصد برزين المجلس أنه طويل الجلوس، ونافذ الطعنة أي نافذ الإبرة!.

- طلب العتبيُّ بعد ثمانين سنة أن يتزوج، فقيل له في سبب ذلك فقال: أولاد الزمان فسدوا، فأردتُ أأن أذلهم باليتم، قبل أن يذلوني بالعقوق!.

- خصّ والد أحد ولديه بهدية ثمينة دون ابنه الآخر، فسمع بذلك الابن الثاني فكتب لأبيه شعراً:

ليس لي بعد إلهي مشتكى إلا إليكا وأخي في الفضل مثلي وكلانا في يديكا لا تفضله عليَّ بالحبا من ناطريكا إنما ابناك كعينيكَ فداوي مقلتيكا إن أذقت العين كحلا هاجت الأخرى عليكا

فاستجاب الوالد، وأرسل له هدية مثلها.

- كانت امرأة سقراط كثيرة الأذى له، وقد أقبلت يوماً تشتمه وهو ينظر في كتاب ولا يلتفت إليها، وهي تغسل ثوباً، فأخذت الغسالة وأراقتها عليه، فقال: ما زلت تُبرقين وترعدين حتى أمطرت!.

- كان أبو الحارث حسين يُظهر لجارية من المحبة أمراً عظيماً. فدعته، وأخَّرت الطعام إلى أن ضاق. فقال لها: ما لي لا أسمع للغداء ذكراً؟ فقالت: يا سبحان الله! أما يكفيك النظرُ إلي، فقال: لو جلس جميل وبثينة من بكرة إلى هذا الوقت لا يأكلان طعاماً، لبصق كل واحد منهما في وجه صاحبه!.

- عوتب طفيلي على التطفل فقال: والله ما بُنيت المنازل إلا لتدخل، ولا نُصبت الموائد إلا لتؤكل، وإني لأجمع في التطفيل خصالاً جيدة، فأدخل مجالساً، وأقعد مستأنساً، وأنبسط وإن كان ربُّ الدار عابساً، ولا أتكلف مغرماً، ولا أنفق درهماً، ولا أُتعب خادماً!.

- قيل لبشار بن برد: إن فلاناً يزعم أنه لا يبالي بلقاء واحد أو ألف. فقال: صدق، لأنه يفر من الواحد كما يفر من الألف!.

- صعد ابن زهير الخُزاعي جبلاً، فأعيا وسقط كالمغشي عليه، فقال: يا جبل ما أصنع بك؟ أأضربك؟ لا يوجعك. أأشتمك؟ لا تبالي. يكفيك يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش!.

- قالت الخنفساء لأمها: ما مررتُ بأحد إلا بصق علي! قالت: يا بُنية لحسنك تُعوَّذين.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق