الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

طرائف لغوية

حمران وصدوف ..


كان حمران الجعدي من فصحاء العرب في الجاهلية , وإنه خصب امرأة اسمها "صدوف " , وكانت إمرأة بليغة فصيحة , وكنت غنية , وكانت ترد كل الخطاب الذين تقدموا لها , وتقول : لا أتزوج إلا من يعلم ما أساله عنه ويجيبني بكلام على حده لا يعدوه , فلما انتهى إليها حُمران قام قائماً لا يجلس , فقالت : ما يمنعك عن الجلوس ؟ قال : حتى يؤذن لي , قالت : اجلس ,فجلس , قالت: ما أردت ؟ قال : حاجة ولم آتيك لحاجة , قالت : تسرها أم تعلنها ؟ قال : تسر وتعلن .قالت : فما حاجتك : قال : قضاؤها هين وأمرها بين , وأنت بها أخبر , وبنجحها أبصر , قالت : من أنت ؟ قال: أنا بشر , ولدت صغيراً , ونشأت كبيراً , ورأيت كثيراً .قالت ما اسمك ؟ قال: من شاء أحدث أسماً وقال ظلماً , ولم يكن الاسم عليه حتماً .قالت : فمن أبوك ؟ قال : والدي الذي ولدني , ووالده جدي ,فم يعش بعدي .قالت فما مالك ؟ قال : بعضه ورثته , واكثره اكتسبته .قالت : أين تنزل : قال : على بساط واسع , في بلد شاسع , قالت : فهل لديك امرأة ؟ قال : لو كانت لي لم أطلب غيرها ,ولم أضيع خيرها ,قالت :كأنك ليست لك حاجة , قال: لو لم تكن لي حاجه لم أنخ ببابك ,ولم أتعرض لجوابك , وأتعلق بأسبابك ,قالت : إنك لحمران الجعدي ؟ قال : إن ذلك ليقال .فأعجبت به وبفصاحته وقبلت به وتزوجا .
 

وهل فهمت منك شيئاً ؟


كان رجل اسمه أبو علقمة من المتقعِّرين في اللغة واستعمال حوشي الكلام وغريب اللفظ , فقد دخل عليه طبيب فقال :
إني أكلتُ من لحوم هذه الجوازل (فرخ الحمام ) , فطسئت طاسأةً (تخمت ) , فأصابني وجعٌ بين الوابلة (طرف العضد بالكتف ) , إلى دأية (فقرات ) العنق , فلم يزل يربو وينمى , حتى خالط الخلب (حجاب الكبد ) , فألمت له الشراسفُ , فهل عندك دواء ؟
فقال الطبيب : خذ خربقاً وشلقفاً وشبرقاً , فزهزقهُ وزقزقه واغسله بماء روثٍ واشربه بماء الماء.
فقال أبو علقمة : أعد عليَّ ويحك , فإنّي لم أفهم منك !
فقال له الطبيب : لعن الله أقلنا إفهاماً لصاحبه , وهل فهمتُ منك شيئاً مما قلت ؟ !
 

إني أرى شيئاً أحمر!


كان هناك شيخ يتعاطى النحو و كان له ابن فقال لابنه : إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك , وفكّر فيه بجهدك , حتى تقوَّمه ثم أخرج الكلمة مقَّومة .
فبينما هما جالسان في بعض الأيّام في الشتاء , والنار تتقد , وقعت شرارة في جُبَّة خَزٍّ كانت على الأب وهو غافل والابن يراه , فسكت ساعة يفّكر ثم قال : يا أبتِ , أريد أن أقول شيئاً فتأذن لي فيه ؟
قال أبوه :إن حقاً فتكلّم , قال أراه حقاً , فقال : قل .
قال : إنِّي أرى شيئاً أحمر , قال ما هو ؟
قال:شرارة وقعت في جبّتك .فنظر الأب إلى جُبّته وقد أحترق منها قطعة , فقال للا بن : لمَ لمْ تُعلمني سريعاً ؟
قال : فكرتُ فيه كما أمرتني , ثم قوَّمت الكلام وتكلّمت فيه.
فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبداً .
 

ما تَراك الأَعرابيُّ لنا عُذرًا في وَاحِدة 


قيل إنّ بعض وفود العرب قدموا على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، وكان فيهم شابٌ ، فقام وتقدم وقال : يا أمير المؤمنين ، أصابتنا سنون ؛ سَنَةٌ أذابت الشحم ، وسَنَةٌ أكلت اللحم ، و سَنَةٌ أذابت العظم ، وفي أيديكم فُضُول أموال ، فإن كانت لنا فَعَلاَمَ تمنعونها عنا ! وإن كانت لله ففرِّقوها على عباد الله ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا إنَّ الله يجزي المتصدقين . فقال عمر بن عبد العزيز : ما تَراك الأَعرابيُّ لنا عُذرًا في وَاحِدة .
ومن ذلك قولهم : وقفت امرأة على قيس بن سعد بن عبادة ، فقالت : أشكو إليك قِلّة الجرذان . فقال : ما أحسن هذه الكناية ! املؤوا لها بيتها لحمًا وخبزًا وسمنًا .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق