الخميس، 22 ديسمبر 2016

رسالة للأجيال القادمة

سرى الكعبي:

لطالما فكرت كثيراً ما هو السبب في كل ما يحدث الآن؟ وكيف يمكن أن ننقذ من نستطيع إنقاذه؟ ولربما تسألون هل نحن في بركان؟ أم نحن في بحار لا نهاية لها؟ دعوني أجيبكم يا أصدقائي: البركان الذي تروه الآن نحن من صنعه.

نعم، لا تستغربوا.

فالقائد الفاشل ومجموعة كبيرة من القطيع تمجد ذلك الفاشل.

والثوار في صمت وإن ارتفع صوتهم سيكون مصيرهم مجهولاً.

والبلد في انهيار تام، أليس ذلك بركان برأيكم؟

لا يغركم مظاهر ورموز التاريخ فالكثير منهم صنعوا سلماً من أرواح الأبرياء كي يصعدوا عليها.

وكثير منهم دفع قوت الجياع كي يدون التاريخ المزيف بطولاتٍ كاذبة لتقرأوها وتمجدونهم من دون معرفة.

لا تنخدعوا..

لا تكونوا فريسة سهله لهم. عندما تقرأون التاريخ يا أصدقائي فكروا كم رجلاً وامرأة وطفلاً أصبحوا أشلاء ممزقة بمجرد أن أطلق الحاكم ساعة الصفر لبدء الحرب ومع ذلك تجد التاريخ يكتب اسم الحاكم بحروف من الذهب ويتناسى آلاف الضحايا.. أي سخرية هذه!

فالخداع أصبح قناعاً يتقنه الكثير من البشر..

كونوا حذرين، أعرف أنكم مستاؤون كثيراً من وضعكم..

ونحن كنا نعاني مثلكم أيضاً.

هكذا هي الأحداث نتيجة تراكمات ومخلفات الماضي الذي خلفته القادة والرموز الفاشلة.

يا أصدقائي..

لا تصدقوا كذبة أن هؤلاء في يوم من الأيام كانوا يريدون الإصلاح..

أتعرفون أن من ينادون بالإصلاح لا يعرفون ما هو الإصلاح!

إذن كيف يمكن أن تصدقوهم؟

أتعتقدون أن من يسير في شوارع بلاده ويحتمي بآلاف العناصر يستطيع تحقيق الأمن لبلاده؟!

أتعتقدون أن من يجلس على طاولة الحوار ليناقش امتيازاته ويخرج في مؤتمر صحفي ليقول إننا ناقشنا أوضاع البلاد يستطيع أن يكون محل ثقه لدى مواطني بلاده؟! نعم، هكذا نحن نعيش في هذا العصر. يا أصدقائي.. يا من ستقرأون هذه الكلمات بعد زمن طويل، وأعرف أنكم على الأغلب لن تقرأوا شيئاً منها لأنها ببساطة سترمى في سلة مهملات الممجدين..

لكنني سأقول ما في خاطري ولن أصمت.

أود أن أخبركم

أن الكثير من فاقدي الإرادة تكلموا عن الذين سبقونا

وقالوا لماذا لم يحققوا لنا شيئاً وتركونا نصارع وسط هذا الدمار

والآن أظن أنكم ستتكلمون عنا بالمثل

لأن كل زمان يأتي يلعن سابقه، وهذا لأنه لا يستطيع تغيير حاضره..

ولكن هل يا ترى أنتم ستوقدون شموع الثورة يوماً؟!

الثورة ليست بحاجة إلى عمامة يا أصدقائي..

وليست بحاجة إلى أموال..

وليست بحاجة إلى موقف دولي..

الثورة بحاجة إلى أرواح الأحرار ..

ودمتم أحراراً.. دائما.

عن الكاتبة: سرى الكعبي، طالبة جامعية مرحله أولى من العراق، مدوّنة وشاعرة فصحى وكاتبة مقالات اجتماعية وسياسية.
,

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق